إن رسم المعالم المحددة وتحديد الملامح الواضحة لأي مجلة علمية محكّمة وفي أي مكان قد يكون منذ الوهلة الأولى أمراً تكتنفه الكثير من الصعوبات والمشاق، ولكن مجلة جامعة بنغازي الحديثة للعلوم والدراسات الإنسانية والتي توالت أعدادها وسابقت الزمن في صدورها وأرست دعائمها وحددت قرائها ومتابعيها ووصلت إلى العدد الرابع ( 30/ يونيو لسنة 2019م ) فإنها بذلك قد تكون قادرة على تقديم المؤشرات الواضحة لطموحها ووجهتها عبر الدرب العلمي والثقافي كغيرها من بين نظيرتها وهي بذلك تصبح منبراً مفتوحاً لجميع البُحاث والكتاب من مختلف تخصصاتهم العلمية وتوجهاتهم الإبداعية وبمقترحاتهم وأفكارهم ونقدِهم البناء في مناخ أكاديمي تسيطر عليه روح المنافسة الشريفة بين كتابها بعضهم البعض، وبينها وبين نظيراتها من المجلات العلمية الأخرى، وهي بذلك تحاول أن تكون المنبر الذي يلتقي فيه الإبداع العلمي، مهما كانت الالتباسات والمعوقات التي عادة ما تواجه أي عمل ينحى هذا الاتجاه، خاصة إذا كان في مناخ ما زال في طور التأسيس على صعيد الثقافة الحديثة وفي ظل ظروف استثنائية تمر بها جامعاتنا وبلادنا الحبيبة لتكون رافدا يصب في نهر العلم الذي يرتوي منه طلاب العلم، والمعرفة كما تأمل هيئة التحرير أن تترجم حرصها الدائم على رصانة العمل العلمي المقدم بإتباع التقاليد والأعراف المحكمة في تقويم البحوث منهجياً وعلمياً من قبل الخبراء في الاختصاصات الدقيقة ملتزمة طريق المجلات العلمية العريقة دون التخلي عن لمسات الإبداع والتطوير، كذلك تؤكد هيئة التحرير لجميع الباحثين والمهتمين في العلوم التطبيقية والعلوم التربوية والعلوم الإنسانية ، إن هذه النبتة اليانعة ستكبر وتصبح دوحة ظليلة بفضل جهودكم ومساهماتكم القيمة لأنها ينبوع عطائكم، فاحرصوا على ألا ينضب.
د. عبدالعاطي الفقيه
عضو هيئة التدريس بجامعة عمر المختار